بقلم| أمينة أمين

عادت الطغمة الحاكمة إلى أساليبها في خنق الشعب بكل الطرق المتاحة، لم تكفها الإقامات الجبرية التي فرضتها على عامة الشعب، ومنعهم من العودة الى المساجد وإرتياد الشواطئ، والأزمات المفتعلة وآخرها ندرة السيولة المالية التي خلقت الطوابير من أمام مكاتب البريد، ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك. وفي عزّ حرّ هذا الصيف، أقدمت العصابة على أسلوب حرق الغابات، و المزيد في تعذيب هذا الشعب، الذي أراد التغيير والتحرر، من قبضة الإحتلال بالوكالة. بات الوضع كما كان عليه في سابق عهده، أيام حكم جنرالات الدم للعشرية السوداء، عصابة تريد فتح أبواب جهنم على الشعب حتى يخرج عن سلميته ويلجأ، هو الآخر لإستعمال أسلوب الحرق والعنف، الذي تجد فيه العصابة ضالتها، من أجل فرض حالة الطوارئ بقوة القانون، و لحد الآن فارضة قانون حظر التجوّل ليلاً ولا علاقة له بالحجر الصحي.

إن حرق الغابات بات معروفاً للجميع، على أنه من صنيع المخابرات وليس بسبب إرتفاع درجات الحرارة القصوى. آلاف الهكتارات من الثروة الغابية والحيوانية تتلف كل سنة وأصبحت من سنن العصابة عقاباً للبشر و الحيوان و الشجر. عصابة تتحكم حتى في الطقس. مع عودة الجنرال الدموي محمد مدين( التوفيق)، وجناحه المتمثل في الدولة العميقة، عاد الجحيم ليسيطر على الحياة العامة للبلد.

الإنشقاقات والتخوينات والإشاعات، التي طفحت للسطح والصراع الإيديولوجي، كلها من مخابر المخابرات التي للأسف الشديد، عرفت كيف تتوغل وتبث سمومها من أجل قتل الحراك، الذي أراه يحتضر، كلّما زادت مدة الحجر اللاصحي وزادت معه برودة حرارة الحراكيين، الذين إنشغلوا بالجوانب الهامشية على مواقع التواصل الإجتماعي في بث الأخبار والفيديوهات التافهة، لمن هب ودب و الترويج للحرب النفسية، التي سقطوا فيها بدون شعور. أغلب صفحات الأحرار، أصبحت تنقل أخبار من صنع المخابرات بطريقة غير مباشرة، وإختلط الحابل بالنابل ودسّ السّم في العسل.

عودة قوارب الموت، مايُعرف (بالحراڤة) أي الهجرة الغير الشرعية، التي غابت طيلة فترة الحراك، توحي بعودة اليأس والقنوط لشباب يمثل ال 70 بالمائة من المجتمع. حيث غادر مؤخراً حوالي 1000 شاب، وكانت وجهتهم إلى إسبانيا، لكن هذا العدد الكبير للمهاجرين خلال فترة وجيزة تراوحت مابين يومين إلى ثلاثة أيام، كانت العملية ممنهجة من العصابة، التي أعطت الأوامر بفتح الطريق البحري بدون قيود لتسهيل عملية الهجرة نحو الضفة الأخرى. عصابة في أرذل العمر، تريد التخلص من هذه الفئة العمرية الشابة التي تشكل عليها الخطر والعبأ الثقيل. حكم العجزة ينتهج كل الأساليب المباحة والغير مباحة، لإنهاء حراك شعب، وتريدها ثورة جياع حتى تثبت للعالم، أن هذا الشعب خرج بسبب الأزمة الاقتصادية، التي ضربت العالم وليس الجزائر فقط، ولا علاقة لها بالسياسة.

كنت من بين الذين رفضوا تعليق الحراك، و أن فترة الفراغ ستكون وخيمة، ويكون الوقت في صالح العصابة، ولايمكن إستعادة الحراك مرة أخرى. مايحدث في الجزائر عاد بذاكرتي إلى فقرة من مقال كورونا والشريحة الذكية في العقول البشرية، للمفكرة والكاتبة الإعلامية المتميزة آيات عرابي وجاءت كالآتي : “أقنع أحمد زملاؤه بتجميد النشاط الثوري والحراك وتعليقه إلى حين إشعار آخر اليوم وبعد سنوات قضاها أحمد في منزله منتظرا الفرج والإذن بالخروج وعودة الحياة الطبيعية لم تعد لديه القدرة على التفكير في حراك أو ثورة” إنني أرى نماذج من أحمد بدأت تعود إلى ماقبل الحراك، وبات حلمهم لايتجاوز الحصول على أبسط الحقوق، بعدما كان سقف الحلم أعلى لتحقيق الحرية والكرامة والتحرر.