بقلم | أمينة أمين

إن الإعلان عن إصابة المعيًن عبد المجيد تبون بفيروس الكورونا ودخوله الحجر صحي، لمدة خمسة أيام، والتي إستغربها الجميع لقصر مدتها على غير العادة، ليس له أي أساس من الصحة، وتعود حيثيات إعلان عن إصابة المعين تبون بالكوفيد_19، بسبب ما حدث ليلية 23 أكتوبر على الساعة العشرة والنصف مساءاً بالضبط. حيث تمت محاولة تصفية الفريق الأول قائد الحرس الجمهوري بن علي بن علي، و التي باءت بالفشل، وكان المكلفون بالتصفية مجموعة من الضباط، وعلى رأسهم رائد وملازم أول، رقيب أول و8 جنود، وهم محتجزون لدى القوات الخاصة للحرس الجمهوري وتم رفض تسليمهم إلى الأمن العسكري، و تعد القيادة للحرس الجمهوري هي الأقوى حاليا وتظم حوالي 10.000 فرد من قوات التدخل. وللتذكير أن الركن الأول بن علي بن علي، قد تم إحالته سابقاً على التقاعد في الأشهر الماضية، ولم يمتثل للقرار ورغم كل المحاولات والدسائس المتخذة في حقه إلا أنه لا يزال في منصبه، وبات يزعج و يرعب الجناح الآخر للجنرال شنقريحة والمعيّن تبون. بن علي بن علي قد سبق وأعطى تعليماته للحرس الجمهوري على أن سقوطه، هو سقوط كل أفراد الحرس الجمهوري المحيطين به ولهذا هم أشد ولاءاً لقائدهم بن علي بن علي وفي حالة تأهب لأي طارئ، والتدخل بالمواجهة المسلحة إن إلتزم الأمر.

إن إعلان رئاسة الجمهورية عن إصابة عبد المجيد تبون بالفيروس له علاقة بمحاولة الإغتيال الفاشلة، وتدخل في إطار إبعاد تبون عن الأنظار، كمحاولة إخفاء له و هناك أخبار تقول أنه خارج العاصمة، ريثما تهدأ العاصفة. وتحركات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السعيد شنقريحة لكل النواحي العسكرية مؤخراً، لم تندرج في مهامه بدعم الدستور الجديد المزمع الإستفتاء عليه في غضون الأيام القادمة، وإنما للتمويه والإحتياط لكل السيناريوهات في حين إذا لم تنجح محاولة الإغتيال، يكون في مأن و بعيد عن أي شبهة أو إتهام. محاولة الإغتيال الفاشلة كانت بأمر من المعيّن تبون والسعيد شنقريحة، و ستكون لها عواقب وخيمة على الجناح الرئاسي، و كل السيناريوهات واردة وصراع الأجنحة على أشده، ولا يهمهم إلا كراسيهم لأن قضيتهم الحالية قضية وجودية. وما تأجيل الإجتماع الوزاري مؤخرا دليل على أنهم كانوا يحظرون لشيئ ما، و دليل آخر على أن خبر محاولة الإغتيال صحيح وليس بإشاعة، ولما فشلت اهتدوا إلى القول بأن الرئيس (الغير الشرعي طبعاً) عبد المجيد تبون دخل في حجر صحي إلى غاية 28 أكتوبر، تاريخ المبرمج ليدشن فيه المسجد الأعظم المصادف لذكرى المولد النبوي الشريف. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، بعد التعتيم عن الحالة الصحية للرئيس المنصّب عبد المجيد تبون، وخروج بعض المعلومات على أنه ليس بالحجر الصحي وإنما متواجد خارج الوطن وتحديداً بفرنسا بمستشفى (vale (de grâce برفقة إبنه محمد تبون(من زوجته الثانية). ليخرج علينا بيان من رئاسة الجمهورية مافاده أن الرئيس عبر المجيد تبون نُقل إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة في الجزائر العاصمة وحالته مستقرة ولا تستدعي أي قلق. و بعدها بأيام قليلة ياتي تصريح آخر، على أن الرئيس المعيّن تم نقله إلى أحد المستشفيات بألمانيا للعلاج. لكن حسب المعطيات يبدو أن خبر نقله إلى ألمانيا مجرد تمويه وتكذيب الأخبار، التي شاعت على أنه متواجد بفرنسا، وأيضا لصرف أنظار الجالية المتواجدة هناك، لتفادي الإزعاج للسلطات الفرنسية.

الخبر الأقرب للحقيقة أن عبد المجيد تبون نقل على جناح السرعة إلى المستشفى الفرنسي بباريس، برفقة إبنه محمد تبون وحالتهما جد خطيرة لتعرضهما لطلقات نارية. وهناك من يقول على أنه تلقى نفس الحقنة كما فعلوا مع المقبور رئيس الأركان للجيش، القائد صالح والتي على إثرها فارق الحياة. مما لا شك فيه أن عبد المجيد تبون ليس مريض بفيروس كورونا، وكل بيانات الرئاسة الجزائرية لاثقة فيها، كما كانت تسوّق من قبل حول صحة الرئيس المريض المعزول عبد العزيز بوتفليقة، على أنه بصحة جيدة ويمارس مهامه كرئيس للجمهورية. الوضع السائد تشوبه الضبابية و الإستفتاء على الدستور الجديد لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة بغياب المنصّب عبد المجيد تبون. هل سيمررون الدستور أم سيقول الشعب كلمته؟! وهل ستعيش الجزائر مرة أخرى نفس سيناريو عهد بوتفليقة، والرئيس الغائب عن المشهد السياسي و الختم الرئاسي بأيدي مجهولة و يوقعون بإسمه؟! ماعلى الحراكيين إلا الإستثمار في صراع هؤلاء الديناصورات الهرمة، بالعودة إلى الشارع والضغط أكثر حتى الإطاحة بحكم العسكر الجائر، وخلاص الجزائر هو بالتخلص من هؤلاء الجنرالات العملاء