طالبت صحيفة “الجارديان” البريطانية الحكومة بعدم الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه الأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمن، وأهله، وألا تكرر أخطاء الماضي حينما أدى حصارها لإيرلندا في مصرع مليون شخص، مشددة على ضرورة أن توقف دعمها القوي للرياض.

وقالت الصحيف في افتتاحيتها اليوم السبت، “قبل عشرين عاما اعترف تونى بلير رئيس الحكومة حينها بمسؤولية بريطانيا عن المجاعة الايرلندية التي أسفرت عن مصرع مليون شخص، وهى إشارة شفاء لأزمة استمرت عقود.

وأضافت،” نحن الآن على شفا مجاعة أخرى، ربما الأسوأ منذ عقود، بحسب أحد مساعدي الأمم المتحدة – ويجب على بريطانيا أن تتحمل اللوم مرة أخرى، ووصفت الأمم المتحدة اليمن بأنها “اسوأ أزمة إنسانية في العالم” حتى قبل أن تقرر السعودية حصارها.

والآن حذر رؤساء ثلاث وكالات رئيسية من أن الملايين على وشك المجاعة، “اليونيسف” تخشى وفاة 150 ألف طفل بحلول نهاية العام، وتوقعات بتفشي “الكوليرا” الذي أصاب بالفعل 900 ألف شخص لأن نقص الوقود يعطل شبكات المياه والصرف الصحي، وهناك عشرين مليون شخص، أكثر من ثلثي السكان، في أمس الحاجة إلى الإمدادات الإنسانية.

وبحسب الصحيفة” لقد دمر البلد الفقير نتيجة حرب بالوكالة، طرد الحوثيون المتحالفون مع إيران، الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، ومنذ ذلك الحين، فقد 10 آلاف شخص، وكثير منهم جراء قصف التحالف الذي تنفذه السعودية بأسلحة أمريكيةوبريطانية.

وأوضحت، الحصار دفع بالصراع إلى عمق جديد، حيث يسعى التحالف لتجويع السكان لإجبارهم على الخضوع – وهي جريمة ضد الإنسانية مألوفة في سوريا وفي أماكن أخرى، ودعم بريطانيا القوي للرياض يجعلها متواطئة.

الحصار الذي تفرضه السعودية لمنع دخول السلاح للحوثيين، يضر بقوة بالسكان لأنه يمنع عنهم المساعدات الإنسانية، والحل النهائي سيكون دبلوماسيا بطبيعة الحال، ولكن آفاق التوصل تبدو أبعد مما كانت عليه قبل عام.

التنافس السعودي الإيران ،بحسب الصحيفة، يتوسع محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي الذي قاد حملة اليمن، أكثر قوة في السعودية، وأكثر صعودا في الخارج، بريطانيا متمسكة بتحالفها مع السعودية وتصميمها على تعزيز صادرات الأسلحة، فقد بيعت أسلحة بـ 4.6 مليار جنيه استرليني للرياض منذ بدء الحرب في اليمن.

التصريحات العلنية مخيبة للآمال، حيث ادانت وزارة الخارجية محاولة قصف الرياض خلال ساعات، واعربت عن قلقها ازاء التقارير التي تفيد بأن إيران قدمت للحوثيين صواريخ سريعا ، لكنها انتظرت 10 أيام كاملة لرد على الحصار، حيث قللت من المسؤولية السعودية.

وطالبت الصحيفة بريطانيا بوقف بيع الأسلحة إلى الرياض، والمسارعة في إنهاء الحصار، قائلة “التاريخ لن يكون طيبا”.