بقلم| محمد عبد العزيز

انطلاقاً من عقلية عسكرية عفنة، ينظر قادة الانقلاب إلى معارضيهم باعتبارهم أعداء. و قمة النجاح تجاه الأعداء في العرف العسكري هي حصارهم و قتلهم و إبادتهم و أخذ ممتلكاتهم غنائم.. هذا ما يحسنه العسكر و هذه مهنتهم و مهاراتهم الحصرية: ”

الاستطلاع – تحديد قوة العدو – الحصار- الهجوم – التدمير – القتل – السلب – الأسر”. و هذه مهارات مطلوبة ضد أعداء الوطن الحقيقيين كإسرائيل و غيرها، لكنهم وجهوها ضد الشعب الذي يفترض بهم حمايته و استخدموا خبراتهم العسكرية لاغتصاب السلطة و فرض حكمهم بالقوة و حماية فسادهم و تصفية حساباتهم الشخصية مع معارضيهم، و هذا ما طبقوه تجاه معتصمي رابعة و النهضة و غيرهم لازالوا يطبقونه تجاه كل من يعارض فسادهم و انقلابهم المشؤوم.

” في مثل هذا اليوم 12/8/2013م، و الأيام التي سبقته من عام 2013، كانت المخابرات الحربية تجمع المعلومات لتحديد قوة ” العدو ” .!!!، و المتمثل في المعتصمين السلميين المصريين المسلمين من الشيوخ و الشباب و النساء و الأطفال.!!! و بدأت مخابراتنا العبقرية تستخدم أساليبها الاحترافية لكشف قوة العدو الخطير: ” المعتصمين المصريين المسلمين السلميين أصحاب الحق، و فيهم خلاصة الأزهر و كبار العلماء و حملة القرآن و جواهر مصر من أهل العلم و التقوى و الوطنية و الفداء ” أنشأت المخابرات صفحات باسم الشرعية و اخترقوا العديد من الصفحات الحقيقية المؤيدة للشرعية و طرحوا أسئلة على صفحات الشرعية عن ماذا لو تم فض اعتصام رابعة و هاجمته الشرطة أو قوات من الجيش و كيف سنواجههم لو دخلوا بأسلحة و لوادر إزالة و غاز …. إلخ .؟؟؟

و تبارى جميع مؤيدي الشرعية بالتعليقات يكشف عن خبراته و استعداداته.

– تكلم البعض عن عمل ما يشبه المنجنيق و استخدام الحجارة. …. فاستعد الانقلابيين بالقناصة و اصطادوهم من فوق أسطح المباني و المروحيات.

– تحدث البعض عن حرق سيارات الشرطة. …. فاقتحموا الاعتصام بمدرعات لا تتأثر بالنار.

– تحدث البعض عن ثغرات تعطيل اللودر. …. فأحضروا لوادر حربية جبارة قد حصنت ثغراتها بالحديد.

– تحدث البعض عن كسر زجاج كابينة اللودر و إخراج السائق. …. فزودوا اللوادر بكبائن زجاجها مضاد للكسر و للرصاص.

– تحدث البعض عن طرق مجابهة الغاز المسيل للدموع. …. فاستخدموا الغازات السامة.

– تحدث البعض عن التمسك بالمكان و الاختباء عن نظر القناصة بالخيام و غيرها. …. فاستعدوا لها بالنابالم و حرقوها على من فيها.

– تحدث البعض عن عدم قدرتهم على ارتكاب جريمة فض الاعتصام بالقوة مع وجود الرقابة الإعلامية 24 ساعة. …. فحددوا كل المنافذ الإعلامية و المنصات و مواضع الكاميرات و راقبوا الصحفيين و المصورين فقتلوهم و اعتقلوهم و دمروا كل البنية الإعلامية مباشرة قبل بدء الهجوم.

– تحدث البعض عن و عن و عن. …. فاستعدوا و أحكموا تنفيذ أكبر جريمة في التاريخ، مستفيدين من سذاجتنا و ثقتنا البلهاء في أن عصابة الانقلاب لا يجرؤون على إبادة اعتصام مدني بهذا الحجم في وجود أخويا و أخوك و أبويا و أبوك و أمي و أمك و خالتي و خالتك { شرفاء الجيش المصري } .!!!!

………… محمد عبد العزيز ……….. 12/8/2016م