بقلم| محمد عبد العزيز

اعتمدت سياسة عبد الناصر على ثلاثة عناصر رئيسية،

1- الخداع و التضليل، وهذا الذي واجه به بسطاء و عوام الشعب.

2- القتل و البطش و التنكيل، وهذا الذي واجه به الكتلة الصلبة (الإخوان) مع باقي شرفاء الوطن.

3- الدعارة و التي سيطر من خلالها على من يشبهونه من العلمانيين و الفاسدين و أصحاب الأهواء من معارضيه، حتى يتمكن من إيقاعهم و ابتزازهم و كانت الطريقة كالتالي:

كانت مخابرات عبد الناصر تجند الداعرات و تكلفهن بمهام محددة تجاه أشخاص محددين، لإيقاعهم في الرزيلة و تصويرهم و ابتزازهم بالفضائح، و كان من بين هؤلاء الداعرات أسماء من أشهر الممثلات في الوسط الفني في ذلك الوقت، كما عمدت المخابرات من خلال ضباط تم اختيارهم بعناية لمهمة توريط بعض نساء المجتمع في علاقات غرامية و جنسية يتم ابتزازهن بها و تجنيدهن في المهام القذرة لمخابرات عبد الناصر، و قد تم تخصيص قسم بجهاز المخابرات لجلب و تجنيد العاهرات و الراقصات، و أصبح الابتزاز و نشر الإشاعات أسلوب رسمي معتمد لدى أجهزة المخابرات بكافة فروعها.

الدعارة في عهد السادات:

لم يكن السادات رجلاً ملتزماً كما توحي عبارة “الرئيس المؤمن البطل” التي وصفه الإعلام بها ليلاً و نهاراً .

و يكفي استقبال جيمي كارتر لجيهان بالحضن و القبلات في المطار بصحبة السادات الذي احتضن بدوره زوجة كارتر و قَبَّلَها و سلوكه في حفلات معاهدة كامب ديفيد بأمريكا شاهداً على ذلك.

لكن الحق يقال أن الرجل لم يطور الدعارة الموجودة و له حسنة إجرائية في هذا الجانب.

قام السادات بما أسماه ثورة التصحيح و احتاج لدعم و تأييد قطاعات مؤثرة من الشعب تقف معه ضد عصابة عبد الناصر التي كادت تطيح به، فأفرج عن معظم المعتقلين السياسيين و على رأسهم الإخوان، و رفع سيف الفضائح عن بعض الفنانين و السياسيين و الشخصيات البارزة في المجتمع، و أمر السادات بتفريغ أشرطة الفضائح و تم بالفعل التخلص من قسم كبير منها لكن الدعارة السياسية استمرت، تجاه خصومه و لكن بوتيرة أهدأ و بمعدل أقل و للأمانة ليس لدي علم هل كان ذلك بتكليف منه أو أنه الدفع الذاتي و الأسلوب الذي أحسنته و أدمنته أجهزة المخابرات و لم تستطع التخلي عنه؟

الدعارة في عهد مبارك:

تآمرت مراكز القوى في الجيش على السادات و تخلصوا منه في فيلم المنصة و نصّبوا حسني مبارك و ازدهرت الدعارة مرة أخرى و أصبح النهج الداعر هو الأسلوب المنهجي المعتمد في إدارة الدولة، و نجح مبارك من خلال سلاح الفضيحة في السيطرة على مجال الإعلام و الفن، حتى صارت الإعلام المصري فرعاً لأمن الدولة, و أصبح معظم الفنانين المصريين عناصر متعاونة أو مجندة لحسابه، كما سيطروا بهذا السلاح كذلك على قطاع كبير من القضاة و من يسمون بأحزاب المعارضة و الحقوقيين و رجال الدين، الذين استخدمهم نظام مبارك كديكور لتحسين صورته.

و عادت البلاد بيتاً كبيراً للدعارة ظاهراً و باطناً حتى أن الشرطة كانت تكلف بحماية حفلات المجون الخاصة برجال الدولة و عملاء النظام، كما صارت أهم اجتماعات و لقاءات مبارك تعقد في شرم الشيخ مركز الإباحية و العري العالمي.

دعارة الانقلاب:

رغم أن الانقلاب الحالي ما هو إلا امتداد لنظام مبارك لكنه تفوق بلا منازع من حيث الكم و الكيف في تفعيل الدعارة بشتى صورها، المادية و المعنوية، البدنية و الفكرية، التشريعية و التنفيذية، السياسية و الاقتصادية، الأمنية و القضائية، بل و حتى التعليمية و الطبية، لقد شملت دعارة الانقلاب كل مكونات و تفاصيل الدولة و نظام الحكم و القادم أسوأ، فالانقلاب عبارة عن بيت كبير للدعارة بشتى صنوفها، و أخطر ما في سياسات هذا الانقلاب هو أنه تعدى مرحلة استخدام و توظيف الدعارة إلى مرحلة ” تدعير المجتمع المصري “، بالتسويق العلني للدعارة و المخدرات، و اتباع سياسات إعلامية و تعليمية و ثقافية و اقتصادية تصب في اتجاه تحويل المجتمع المصري إلى مجتمع بُهيمِي، دينه الانحلال و سَمْتُه الدَّعَارَة..
لن أستغرق في التفاصيل و الإشارة إلى الأسماء و ذِكر التصريحات و ضرب الأمثلة، فقط تتبع إجراءات الانقلاب و تابع إعلامه لترى بأم عينيك.