بقلم| محمد عبد العزيز

كل نظم الحكم العربية الحالية نشأت في أحضان المخابرات البريطانية و الفرنسية و الأمريكية و الروسية، و هي لم تغادر يوماً حضن دولة من هؤلاء الأربعة إلا إلا حضن دولة أخرى من نفس المجموعة، مع الأخذ في الاعتبار أن الموساد الإسرائيلي هو الفرع الرئيسي للمخابرات الأمريكية في المنطقة.


و قد عمدت مخابرات تلك الدول مُتعاونةً مع معظم مخابرات الدول الأوروبية، و منذ ما يقرب من قرن، إلى المتابعة الدقيقة للأسر الحاكمة في الدول العربية و متابعة الرؤساء و الملوك و الأمراء و الأميرات حتى وصل الحال إلى تمكين عناصر من السي أي إيه للعمل لدى أمراء و حكام هذه الدول بصورة مباشرة مستترين في هيئة مستشارين علميين و فنيين و مهن مختلفة.

و أعرف شخصياً واقعة عن إحدى الأميرات في دولة عربية اكتشفت أن الأمريكي الذي كان يعمل مديراً لمكتبها يكتب عنها تقريراً يومياً يسلمه للسي أي إيه.

نفس الأسلوب القذر القديم للاحتلال البريطاني في مصر، تم إتباعه مع شباب الأمراء الصغار عند سفرهم لفرنسا و الدول الأوروبية في العطلات، لتوريطهم في فضائح جنسية تصورها المخابرات و تبتزهم بها عندما يحين دورهم و يصبحوا وزراء أو ملوك على رأس الحكم، و هكذا تمكنت أجهزة المخابرات الغربية من وضع معظم حكام هذه الدول في جيوبهم و تحت تصرفهم باستخدام حيلة مخابراتية قذرة بسيطة.

و لعل هذا ما يفسر حالة الانبطاح الغير مبرر التي يمارسها ملوك و رؤساء العديد من الدول العربية التي تمتلك من الثروة و المصالح و أوراق الضغط على الإدارة الأمريكية أكثر بكثير مما تملكه أمريكا من وسائل الضغط تجاههم، و مع ذلك ينبطحون لأمريكا و اإسرائيل انبطاح العاهرة المَهِيَنة.

كذلك سعت هذه الأجهزة المخابراتية إلى الإحاطة بالأمراء الصغار، و أبناء الملوك الذين يدرسون بالخارج إحاطة السوار بالمعصم، و تم اختيار أو تجنيد أصدقائهم و صديقاتهم المقربين بعناية لينقلوا عنهم كافة التفاصيل، و كثيراً ما تم اللعب على الميول و نقاط الضعف لدى الأمراء و الوجهاء العرب المستهدفين لمحو هويتهم و عقيدتهم و تطبيعهم مع ما يناسب أهواء و مصالح و اتجاهات الغرب حتى إذا ما عادوا لبلادهم عادوا مُعادين للقيم الإسلامية، متشبعين بالقيم الغربية، متحمسين لها و مؤمنين بها مهيأين نفسياً لتقبل إملاءات الغرب و تطبيق أجندتهم.

و ليس خافياً على أحدكم من هو الذي يملك و يدير أقذر القنوات الفضائية العربية و أكثرها نشراً للانحلال و الفساد و المجون، و لو عدنا بالذاكرة و نبشنا في الماضي القريب نجد أن أحد هؤلاء المغيبين، الذين برمجتهم المخابرات الغربية أثناء إقامته في الغرب هو المتهم بقتل الملك فيصل بن عبد العزيز، عندما عارض الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية.

هذا و لم يقتصر استهداف الغرب للطبقات الحاكمة و حاشيتهم، لكنه استهدف الشعوب سواء بنقل العادات الغربية بالاحتكاك المباشر مع العمالة الغربية و أفراد القواعد الأمريكية الموجودة بمعظم الدول العربية أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي أسسها و يديرها المستغربون العرب و التي آتت أكلها حتى انتشرت الدعارة و الخمور في كل الدول العربية بلا استثناء من المغرب إلى الخليج، فمنها الدول التي أسقطت قناع الحياء مثل الإمارات، و التي أصبحت مركزاً عالمياً للبغاء من جميع الجنسيات، و التي حكى لي عنها
أحد المديرين الذين أداروا مؤسسة إماراتية أنه لم يكن يمكنه إتمام صفقة بغير سهرة في حفل تقدم فيها الخمور.!!!

و حتى المملكة العربية السعودية التي تحارب رسمياً الدعارة و الخمور و لها في ذلك جهد مشكور، انتشرت فيها الخمور و الدعارة سراً و يعرِف فُسَّاقُها من أين يحصلون عليها، و المتابع لجريدة الرياض السعودية الرسمية يلاحظ انه لا يكاد يمر أسبوع حتى يتم ضبط مصنع للخمور البعض منهم كان يستخدم فنطاس سعته 30متر مكعب لتحضير الخمر، مما يدل على الرواج الهائل لتلك السموم أما عن الزنا السري و المثلية الجنسية فحدث و لا حرج، لكنه لا يزال مخفياً تحت واجهة من الستر و الحشمة و العصبية التي تفضل إنكار ما آلت إليه الأمور..
و قد عرفت الدعارة الأجنبية أيضاً طريقها للإقامة الرسمية الدائمة في المملكة العربية السعودية و باقي الدول العربية مستترة في بعض المهن مثل الخادمات الأجنبيات و غيرها، و على طريقة وظيفة محجوب عبد الدايم في فيلم القاهرة 30.

نسأل الله أن يطهر و يحفظ كل بلاد المسلمين.