احذر المرأة التى تتحدث كثيرًا عن الشرف، فهكذا المرأة اللعوب التى تختفى حول أحاديث العفاف، الأمر يتكرر مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى؛ فنجده يتحدث عن الشرعية وهو المنقلب، والوطنية وهو الخائن، والنزاهة وهو أكبر ناهب لثروات الشعب، يتحدث عن صيانة الأرض وهو البائع للوطن.

فأزمة واحدة تواجه المصريين تكشف كذب وتدليس هذا المنقلب فى أحاديث الإنجازات، فنحو 60% من المصريين يعانون يوميا من عدم وجود كوب ماء للشرب في هذه الأجواء الباردة، ولا تملك الشركة القابضة لمياه الشرب إلا أن تكون مدلسة على غرار السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي دلَّس في مؤتمر “حكاية وطن”، على غرار كذبه في عدد المشروعات المنجزة خلال 3 سنوات، حيث ادعى “السيسي” أن المياه النقية تصل إلى 96% من المصريين، في حين أظهرت تقارير حكومية قصورا كبيرا فى هذا الجانب. وأن أكثر من ٦٠٪ من القرى المصرية في مناطق “بحري والصعيد”، لا تصلها المياه النقية، وتصل إلى 80% في بعض المحافظات مثل القليوبية (إحدى محافظات القاهرة الكبرى).

وقدرت إحصائيات حديثة أعداد المصريين الذين لا يصلهم كوب ماء نقي بنحو 38 مليونا، ما يعني كذب السيسي في تصريحاته التي جزم فيها بوصول المياه النقية للنسب التي ذكرها.

 

وضع المياه

وكشفت حملة “مين بيحب مصر” عن أن نحو 50% من قرى ونجوع مصر، البالغ عددها أكثر من ٣٣ ألف قرية ونجع، محرومة من خدمة مياه الشرب، في حين أن نحو ٨٧٪ من القرى محرومة من خدمة الصرف الصحى.

وذكرت الحملة، في بيان لها، أن نحو 11 قرية ومركزا بالشرقية منها مركز صان الحجر، يعيش فيها أكثر 3000 أسرة تبحث عن المياه، مؤكدة أن سكان القرى يعيشون أسوأ معيشة ليس فيها آدمية، مشيرة إلى أنهم يغسلون أوانى الطهى من مياه الترع والمصارف، وأغلب الأهالى مرضى بسبب هذه المياه.

وبشكل عام، فإن تقريرا صادرا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في 2016، أظهر أن 74.3% من قرى مصر لا يوجد بها صرف صحى، فى حين أن 21% من القرى بها صرف صحى متصل لمعظم المنازل.

 

ورغم ضآلة النسبة التى يوجد بها صرف صحى فى قرى مصر، فإن 52.6% من القرى التى يوجد بها صرف تعانى من انسداد فى شبكاتها.

وتتمتع 86.7% من قرى مصر بوجود الترع، إلا أن 71% من هذه الترع مسدودة بالقمامة المتراكمة، و43.7% منها بها حيوانات نافقة، ونحو 27% من الترع والمصارف متهالكة الجسور.

أمراض وكوارث

الباحث في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، رامي رءوف، قال إن مصر تعاني من أزمة مائية، ليس بسبب ندرة المياه كما يدّعي البعض، بل لأسباب تعود إلى إرث الحكومات المتعاقبة في السياسات المائية، وسوء توزيع المياه.

وأضاف أن توزيع المياه، وإصرار الحكومات المتعاقبة على اتباع نفس السياسات، يهدر ما يزيد على 35% من مياه النيل. مؤكدا أن انتشار الفساد في مصر ترك ما يزيد على 29 مصنعا و300 فندق، تضخ مخلفاتها الكيمياوية في النيل، دون أي محاسبة، أو اتخاذ إجراءات حاسمة.

 

ويوضح رءوف أن هناك ما يقرب من 38 مليون مواطن يشربون مياها ملوثة. ما رفع عدد المصابين بفيروس “سي” إلى ما يقرب من 22 مليون مواطن. إضافة إلى الأمراض الجلدية وأمراض الكلى والسرطان. وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على المواطن البسيط والدولة في ذات الوقت، حيث ترتفع نفقات العلاج، وتوفير الأدوية والعقاقير.

الجوافة والطماطم

وقبل أيام، حظرت وزارة البيئة والزراعة السعودية الجوافة المصرية؛ لأنها تروى بمياه غير نقية، وقال خبير المياه الدولي ورئيس الجمعية العربية للمياه، مغاوري شحاتة، إن المياه الملوثة تؤثر على كافة نواحي الحياة، خصوصا المزروعات الملوثة التي عرضت المصريين لأبشع أنواع الأمراض.

وكشف الخبير في الموارد المائية، عن أن 90% من القرى في مصر تعتمد في الزراعة على مياه الترع والصرف الصحي. الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية، إذا استمر الأمر على نفس المنوال.