بقلم| محمد عبد العزيز

سؤال مشروع و لا أقصد الإهانة. هل نجحت حفنة من القادة العملاء في تحويل الجيش المصري إلى مزرعة عُجوُل تُعلَف في انتظار الذبح؟؟؟ هؤلاء هم الإسرائيليين الذين تساندونهم و توالونهم و تقتلون خيار أبناء مصر من أجلهم و تحاصرون لهم غزة و تفرغون لهم سيناء، و تذللون لهم العقبات و تمهدون لهم الطريق للقضاء عليكم. إن كنتم نسيتم فلنذكركم، لن أتكلم و سأدع الشهود يتحدثون.

مشاهد من وكسة 1956 و نكسة 1967.

قتل و ذبح الجنود و المدنيين المصريين و دفنهم أحياء

أولاً اعترافات الإسرائيليين…….. “رؤنيل فيشر”: كان ذبح هؤلاء واجبا مقدسا لأن المصريين أبناء عاهرات، إن موشي ديان أجرى مسابقات لقتل الأسرى المصريين، كانت جوائزها سخية ومشجعة وسمح لنا ببعض التذكارات التي حصلنا عليها من القتلى. “ارييه بيرو”، قائد الكتيبة 890 مظلات الإسرائيلية: قتلت الأسرى المصريين الذين تمكنت من الوصول إليهم في عام 56، و قمت بإعدام 49عامل مدني مصري بأحد المحاجر قرب ممر متلا، أحد العمال تمكن من الهرب ولكنه كان مصاب بالرصاص في صدره وقدمه وعاد يزحف بعد ساعات طالبا أن يشرب، فألحقته بسرعة بزملائه، أنا لست مسئولا عن غباء العدو. لست نادما على ما فعلت ولا أشعر بوخز الضمير، بل أنا فخور بما فعلت. “العقيد داني وولف”: العمال المصريين كان من الممكن إبقاؤهم مع قليل من الماء والطعام .. والماء لا يكفي..وأنا لا أحاول البحث عن مبررات ولكنها الحقيقة، لقد وقفنا على التلال وبدأت المذبحة وبدأنا نحصدهم وكان مشهدا سيئا فبعضهم تجمد في مكانه وبعضهم سقط على الأرض، في مرحلة معينة أدركنا انه لن تكون هناك نهاية لأسر المصريين وسوف نتعطل بسببهم فتوقفنا عن الإحصاء وبدأنا في الحصد ..

كان أمرا وحشيا كنا نطلق الرصاص على من يتحرك وقام نائب الكتيبة “مراسيل طوبياس” برصهم وكأنهم في عرض مسرحي ونزع أسلحتهم ثم أطلقنا عليهم الرصاص ثم نزعنا منهم ساعات اليد والخواتم وحافظات النقود … كان هذا المشهد يتكرر كل كيلومتر. “شارون زيف”: يروى تفاصيل مذبحة أخرى لذات الكتيبة في راس سدر (300عامل بشركة بترول): بعد أن استقرت الكتيبة على جانبي الطريق ظهرت فجأة شاحنة مصرية معبأة بالأفراد ..وأصيبوا جميعا بالذهول عندما اصطدموا بنا، وكانت الشاحنة مفتوحة من الخلف فقذفتها بقذيفة من مدفعي المضاد للدبابات فتطاير المصريون الذين كانوا بداخلها. عدت للخلف فأمر القائد بيرو بالانقضاض عليهم ..كان المشهد بشعا فقد امسك كل جندي إسرائيلي أقرب سلاح إليه واخذوا يطلقون النار ولم يتحرك مصري واحد ..فقد ماتوا جميعا وطار رأس السائق. “عاموس نئمان” مقدم احتياط بجيش العدو: أعترف أنني لم أفكر في أثناء تلك اللحظات أن أتوقف للقبض على أسرى فكنت استبدل خزانات الرشاش كالمجنون وبدون أن أشعر، و قمنا بمطاردة المصريين وقتلناهم بلا أي قواعد ومن استطاع منهم الهرب فقد أفلت بمعجزة. إننا نكرههم جميعا، لقد كنت سعيدا بمذبحة شرم الشيخ التي قتلنا فيها 169 جنديا مصريا وهم يهربون ..لقد زرت منطقة شرم الشيخ عام 1976 وتمكنت من التعرف على الهياكل العظمية لبعض الأسرى الذين قتلتهم بين بعض الصخور على امتداد الطريق الرئيسي ..إنني سعيد لرؤية هذه الهياكل العظمية في مكانا لأنها ستظل كالستار الأحمر يذكر المصريين دائما بعدم مضايقتنا في المستقبل. “ميخائيل بازوهو” عضو الكنيست عن حزب العمل: شاهدت اثنين من طباخي الجيش الإسرائيلي يذبحان ثلاثة جنود مصريين في وضح النهار. “جابرييل براون” صحفي إسرائيلي: شاركت في الحرب ورأيت الشرطة العسكرية الإسرائيلية يأمرون أسيراً بحفر قبره واردوه قتيلا فيه ثم سقط آخر معه بنفس الطريقة … و شاهدت هذه العملية تتكرر خمس مرات. ……..تشريح الأسرى أحياء و التجارة بأعضائهم…….. اعتراف احد هؤلاء التجار وهو إسرائيلي يعيش في باريس : لقد رأيت بعيني عشرات من الأسرى وقد شقت بطونهم أمامي بأيدي طلبة الطب الصغار واقشعر بدني لهذه الطريقة البشعة.

قد شكل الأسرى المصريون مستودعا هائلا لقطع الغيار البشرية وكان السماسرة يجنون أرباحا خيالية من بيع الأعضاء في أوروبا وإسرائيل، كما كان طلبة الطب هناك يتدربون على العمليات الجراحية على هؤلاء الأسرى. ……..ثانياً شهادات المصريين…….. محمد عبد التواب عثمان: وقعت في الأسر بتاريخ 6 يونيو 1967م، في منطقة مجاورة لمدينة العريش. تم تجميعنا في مطار العريش يوم 8 يونيو 1967، أمرونا بالنوم داخل حظائر الطائرات بعضنا فوق بعض..وفي صباح اليوم التالي توفى منا 70 أسيرا ماتوا جميعا من الاختناق وتم دفنهم في حفر داخل المطار بعد ردم الجير الحي عليهم..في مطار العريش أمرونا بجمع حوالي 400 جندي مصري من المصابين..شحنوهم في سيارات الجيش الإسرائيلي وطلبوا منا أن ندفنهم وهم أحياء في الحفر ونردم عليهم الجير الحي. أما في معسكر بئر سبع فقد قام الجنود الإسرائيليون يوم 25 يونيو بوضع حوالي 100ضابط مصري على حائط ضرب النار وهم رافعو الأيدي وأعينهم مربوطة بقطعة قماش سوداء وضربوهم بالعصي حتى وصلوا للحائط وهناك وقفوا صفا واحدا ثم أطلق الإسرائيليون عليهم الرصاص وقتلوهم في الحال وكانوا يرغموننا نحن المدنيين على أن نقوم بدفنهم في حفر وان نردمهم بالجير الحي بدون علامات مميزة آو أسماء. محمد حمزة مصطفى علوان – جندي سابق بسلاح المشاة: أسرت بمنطقة البحيرات المرة يوم 6 يونيو 1967م، في منطقة جبل لبنى بسيناء أمرت القوات الإسرائيلية مجموعة من الجنود المصريين بالاستسلام، كانوا حوالي 150 جنديا من وحدات مختلفة وبمجرد استسلامهم جميعا قامت الدبابات الإسرائيلية بمطاردتهم ودهسهم. أمين عبد الرحمن محمد – جندي سابق بسلاح المشاة: “كنت جنديا باللواء 118 مشاة.. أسرنا في 6 يونيو بعد استسلام أفراد اللواء للقوات الإسرائيلية، أمرونا بخلع ملابسنا العسكرية، أصبحنا بالفانلة والشورت وبدون أسلحة، كنا جميعا في حالة عطش شديد، وعندما طلبنا ماء للشرب قال لنا الجنود الإسرائيليون الضباط أولاً فقام الضباط ووقفوا حول المياه في حلقة كبيرة وفجأة أطلقوا النار عليهم رأيت بعضهم والدماء تسيل منهم بغزارة، كان البعض الآخر يتلوي من الألم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وبعد ذلك بدئوا في تصفية صف الضباط ثم من يعرف القراءة والكتابة ..لقد مات 300 أسير في ثانية واحدة وقامت الجرَّافات بدفنهم. عبد السلام محمد موسى – أسير سابق: في يومي 8،7 يونيو 67 زاد عدد الأسرى داخل قاعدة العريش إلى أكثر من ثلاثة آلاف أسير, قام الصهاينة بفرزهم الواحد تلو الآخر، أخرجوا منهم رجال المظلات والصاعقة وجيش التحرير، قسموهم إلى دفعات كل دفعة عشرة أشخاص كان يجري إعدامهم رميا بالرصاص..كانوا يطلبون من الباقين حفر المقابر الجماعية ودفن الشهداء على مسافات قريبة من الأرض كانوا حوالي 300 أسير تم قتلهم جميعا أمامي ودفنهم في نفس المكان, وأنا شخصيا قمت بدفن أكثر من 20 جثة لأسرى مصريين في القاعدة خلال ثلاثة أيام. فهمي محمد العراقي – أسير سابق: بعد أسرنا، قام الجنود الإسرائيليون بتفتيشنا وأخذوا منا الساعات والفلوس وكل متعلقاتنا وكان يتم الاستيلاء عليها بالقوة.. أخذونا إلى محطة (الأبطال) وكانت هناك أعداد لا حصر لها من الجنود تصل لعدة آلاف، كنا نعاني من قلة الطعام المقدم لنا، سقط المئات منا نتيجة عدم التغذية.. أي واحد كان يشتكي يضرب بالرصاص فورا.

الحاج حسن حسين المالح – من أهالي سيناء: إن الجنود الإسرائيليين كانوا يجمعون الأسرى المصريين بعربات النقل ويوهمونهم بأنهم سينقلونهم في أتوبيسات للتوجه إلى منطقة القناة.. ويأمرونهم بالوقوف صفوفا ووجوههم متجهة إلى البحر ثم يطلقون عليهم الرصاص ويتركونهم قتلى ويغادرون المكان.. وتتوالى نفس العملية في عدة أفواج من الأسرى الذين بلغ عددهم التقريبي 3000 أسير.. إن هذه الجثث ظلت على سطح الأرض أكثر من 10 أيام حتى تمكن بعدها أهالي المنطقة من دفنها في هذه المنطقة. التعذيب و التشويه و الإهانة و التنكيل بالأسرى المصريين.

محمود شاهين السيد – أسير سابق: ظللت لمدة أسبوع بمعسكر الحسنة بدون طعام ولا مياه، كان عدد الأسرى حوالي 2000 من الضباط والجنود قتل منهم الكثير نتيجة طلبهم المياه، نقلونا لبئر سبع، سمحوا لنا بالشرب مرة واحدة كل صباح وكانوا يعطون كل خمس جنود رغيفا وبصلة”. طه أحمد محمد حماد – أسير سابق: بعد أسرنا، أمرنا الجنود الإسرائيليون بالانبطاح أرضا على بطوننا وكنا حوالي 5000 جندي و1500 ضابط كان الجنود الإسرائيليون يرمون لنا أرغفة الخبز وعندما نهرع نحوها يضربوننا بالرشاشات. أمين عبد الرحمن عطية – أسير سابق: تم استجوابي أكثر من عشر مرات ووضعوني في الحبس الانفرادي وسئلت عن التسليح وأنواع المدفعية ضربوني بالكابلات الكهربائية وأطلقوا على الكلاب، كما تم ترغيبي بالمخدرات والنساء ثم قاموا بتعليقي وضربي بالكرباج ووضع عصا غليظة في الأماكن الحساسة. طغيان شعيب جيد – أسير سابق: قام الجنود الإسرائيليون بضربنا بكعب البندقية مما تسبب في إصابتي بانزلاق غضروفي أعاني منه حتى الآن..علقوا لنا نجمة داوود على الأفرولات التي نلبسها ..لقد شاهدتهم يضربون بعض الأسرى بالنابالم في وجوههم. محمد سمير منيب – لواء أركان حرب متقاعد” في معسكر بئر سبع تم تجميعنا، كانوا ينادون على الأسرى ثم تجرى تصفيتهم ولا نراهم بعد ذلك.. عندما نقلونا إلى معسكر عتليت بالقرب من حيفا كانت السيارات تقف في الأماكن المزدحمة بالإسرائيليين حتى يقوموا بالبصق وإلقاء الحجارة علينا. بافتراض أن هناك مخلصين و عقلاء في الجيش المصري، أرجو منهم أن يجيبوا أنفسهم. هل اشتقتم للهزيمة و الخزي و الهوان فاستلهمتم غباء السابقين و أخطائهم القاتلة و اخترتم تكرار نفس السيناريو للحصول على نفس الهزائم؟؟؟!!!

هل الإخوان المسلمين فعلاً أعداء الشعب لأنهم يظهرون شعائر الإسلام و يساعدون الفقراء و يسلكون الطرق الديمقراطية للوصول للحكم؟؟؟!!! هل توجد في العالم دولة ناجحة يحكمها العسكريين جبراً؟؟؟ هل إسرائيل جارة صديقة و شقيقة ينبغي التعاون معها؟؟؟!!! بفضل تخاذلكم و انغماسكم في الشأن السياسي و أطماعكم، سقطت مصر في أيدي عملاء الصهاينة. مصر تضيع و أنتم بين متفرج و مشارك، تحركوا و أنقذوا مصر من حفنة القادة العملاء و أنقذوا أنفسكم، و إلا فابشروا بهزيمة و خزي لم يعرف له التاريخ مثيلاً. ..اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.

محمد عبد العزيز – 1/12/2014